حكم العلاقة الزوجية عن طريق النت او الهاتف

حكم العلاقة الزوجية عن طريق النت او الهاتف
حكم العلاقة الزوجية عن طريق النت او الهاتف

حكم العلاقة الزوجية عن طريق النت او الهاتف من الأحكام الفقهية المحدثة في العصر الحديث بعدما انتشرت وسائل التواصل وتطورت بشكل كبير، بجانب أن وسائل الاتصال أصبحت آمنة فيطمئن كلًا الطرفين في الاتصال أو المحادثة الكتابية أن لن يطلع طرف ثالث عليها فيما يعرف بخاصية “end-to-end encryption”، لذلك قد تحدث الفقهاء المعاصرين مطولًا في هذا المبحث، وفي الموضوع  التالي من خلال موقع صفحات سنتناول أقوالهم حول حكم العلاقة الزوجية عن طريق النت او الهاتف.

حكم العلاقة الزوجية عن طريق النت او الهاتف

بالطبع قد فرق الفقهاء في حديثهم حول حكم العلاقة الزوجية عن طريق النت او الهاتف بأن هذا الكلام يكون بين الزوجة وزوجها وليس بين امرأة ورجل أجنبي عنها، فهذه العلاقة محرمة قطعًا ولا خلاف في ذلك.

فهو يقع تحت باب الزنا لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم الذي رواه عبد الله بن عباس أنه قال: “إنَّ اللَّهَ كَتَبَ علَى ابْنِ آدَمَ حَظَّهُ مِنَ الزِّنَا، أدْرَكَ ذلكَ لا مَحَالَةَ، فَزِنَا العَيْنِ النَّظَرُ، وزِنَا اللِّسَانِ المَنْطِقُ، والنَّفْسُ تَمَنَّى وتَشْتَهِي، والفَرْجُ يُصَدِّقُ ذلكَ أوْ يُكَذِّبُهُ” (صحيح البخاري 6612) فهذا من فعل اللسان والعين.

لكنه ليس من الزنا الفعلي الذي يوجب الحد، والتوبة منه بالإقلاع عنه والندم عليه والعزم الصادق على عدم العودة إليه مرة أخرى والاستعانة بالله تعالى على هذا، فقد اختلف الفقهاء على رأيين (كلاهما على حق)  في حكم  حدوث العلاقة الزوجية عن طريق النت او الهاتف بين الزوجين القائم زواجهم بعقد صحيح:

شاهد أيضًا: ما حكم من اخذ من شعره وهو يريد ان يضحي بأدلة الفقهاء

الرأي الأول

الكلام الجنسي والتخيلات الجنسية في العلاقة الحميمية بين الزوجين فقد أباحه فقهاء هذا الرأي بشروط صارمة يجب اتباعها وهي:

  • التأكد التام أنه لن يستمع أحد إلى هذه المحادثة أو يرى المُكاتبات في “الدردشة” أحد.
  • الأمن من أن يقع أحد الزوجين في محرمات من جراء هذه المحادثة بأن يقوم بالاستمناء ليصرف شهوته التي أثارها؛ وبهذا يصبح المباح محرم لترتب عليه محرم.

استند أصحاب هذا الرأي في قولهم على قول الله تعالى في سورة البقرة: “نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّىٰ شِئْتُمْ ۖ وَقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُمْ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُم مُّلَاقُوهُ ۗ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ (223)” .

اقرأ أيضًا: ما هي الافعال المحرمة في العلاقة الزوجية

الرأي الثاني

الجانب الآخر من الفقهاء يرون عدم جواز ذلك، لأن الحديث في الهاتف وسيلة غير مأمونة فقد يطلع أحد على هذه المحادثة.

استندوا في قولهم هذا على تفسير القرطبي في (الجامع لأحكام القرآن، والمبين لما تضمن من السنة وأحكام الفرقان) لقول الله تعالى: ” {أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنْكُمْ…” (البقرة 187) قال: “… وأصل اللباس في الثياب، ثم سمي التزام كل واحد من الزوجين بصاحبه لباساً، لانضمام الجسد وامتزاجهما وتلازمهما تشبيها بالثوب” وفي سياق متصل قال في تفسير نفس الآية: “… وقيل: لأن كل واحد منهما ستر لصاحبه فيما يكون بينهما من الجماع من أبصار الناس…”

أي أنه ليس من التستر في ذلك الوضع من شيء وعليه فإن الحكم يخرج عن الجواز إلى الكراهة أو التحريم على اختلاف أصحاب هذا الرأي.

حكم الاستمناء بعد الحديث مع الزوجة في أمور جنسية

أجمع الفقهاء على أن الاستمناء محرم في كافة الأحوال، وأن المني لا يجوز أن يخرج من الذكر إلا عن طريق:

  • الاحتلام (خروج المني في النوم) وهي حالة لا يتحكم فيها الرجل – وتكون منتشرة في الأغلب بين الشباب الغير متزوجين.
  • حكم الاستمناء في العلاقة الجنسية بيد الزوجة أو أي عضو في جسمها عدا الدبر لأنه محرم.
  • الاستمناء بأمر الطبيب من أجل العمليات الجراحية أو تحليل السائل المنوي وما إلى ذلك.

بينما أكدوا على عدم جواز الاستمناء بواسطة اليد في حال محادثة الزوجة على الهاتف أو غيره.

حكم استمناء المرأة بعد التحدث مع الزوج في أمور جنسية

لم يفرق الفقهاء بين الرجل والمرأة في هذا الحكم فهو محرم على الجنسين بنفس الشروط السابق ذكرها.

شاهد أيضًا: ما حكم الاذان لكل جماعة وضح دلالة الحديث على ذلك

بذلك نكون قد تناولنا أقوال الفقهاء المعاصرين حول حكم العلاقة الزوجية عن طريق النت او الهاتف، ودليل كل فقيه فيما ذهب إليه، وحكم الاستمناء بعد هذه الحديث، ندعو الله أن يكون قد وفقنا لما يحبه ويرضاه.